الجمعة ,29 مارس 2024 - 2:51 صباحًا
الرئيسية / تقارير وتحقيقات / فرحة الكُتاب بكتابهم الأول

فرحة الكُتاب بكتابهم الأول

 

 

بسام جميدة|

الولادة الأولى لكل الأشياء في الحياة لها وقع خاص، ماهو الإحساس الذي ينتاب الكاتب وهو يرى مولوده الأول بين يديه، ولمن أهدى النسخة الأولى، منها تعالوا نتابع هذه الأحاسيس والتوقيعات.

 

الكاتب الليبي جمعة الفاخري

“لي مع كتابي الأوَّل قصَّةُ حُبٍّ مدهشَةٌ، كنَّا فيها – أنا وهو – بطلينِ معًا لفرحةٍ واحدةٍ، راصدينِ لدهشةٍ عذراءَ، وشاهدي سردٍ لا يُزَوِّرانِ، لا يَكذبَانِ، لا يَبْغِيَانِ، هو نبضَةٌ دافئةٌ حميمةٌ، وأنا دهشةٌ جموحٌ  تفغرُ فاها على بذخِ التَّفاصيلِ الشَّهيَّةِ، ففي القلبِ فرحٌ مختلفٌ، وفي يمينِي حلمٌ أثيرٌ مثيرٌ، وعلى رفِّ مكتبَتِي ( صفرٌ على شمال الحبُّ )، جثا على يمينِ القلبِ كوليدٍ وسيمٍ مدلَّلٍ، مجموعةٌ قصصيَّةٌ كتبت نصوصَهَا في أواخرِ الثَّمانينات والتِّسعينَاتِ، أمَّا حكاية ميلاده، فلا تخلو من طرافة؛ فقد كان لي صديقٌ معلِّمٌ فلسطينيٌّ، جاءني يومًا منكسرًا محبطًا طالبًا منِّي أن أساعده للالتحاق بسلك التدريس بمدينة بعيدة اعتمادًا على علاقاتي الثقافيَّة، فذهبت معه باذلاً جهودًا موفقةً مكَّنته من نيل مرامه، جاءني بعدها قائلاً:” إنني مذ عدنا وأنا أفكِّر فيما يمكن أن أهدي إليك !!، كل شيء فكرت فيه أجده لديك، لكنِّي توصَّلت لتحمُّل طباعة مجموعة قصصيَّة لك، فأنا أحبُّ قصصك “. فحفَّزني على تجميعها وطباعتها، وذهبنا بها معًا لدار(البيان) ببنغازي واتفقنا على الطباعة عندهم ودفعَ تكاليفها الماديَّة، بعدها بأيام هاتفني صاحب الدار، وقال لي: “تعالَ لتأخذ قيمة الطباعة”، لمَّا سألته عن السبب قال لي: “لسببينِ: الأول كثيرٌ من الأصدقاء أوصوني بك خيرًا، والثاني إنه منذ مجيء كتابك إلينا والكتب تتهاطل علينا، فقد استبشرنا بك وبه خيرًا،” فضلاً عن ذلك أوفدني على حساب الدار إلى القاهرة للإشراف على طباعته وخمسة كتبٍ أخرى، وقد اُحتفيَ بهذه المجموعة في مدينتي وفي بلدي كما ينبغي، فكانَ ميلادُهُ عرسًا حقيقيًّا، لذا ظلَّ هذا المولودُ قريبًا من قلبي، مستأثرًا بكثيرٍ منَ الحبِّ، بكثيرٍ من الفرح، كلَّمَا ذُكِرَ الكِتَابُ اعترتني هزَّةُ فرحٍ ، وكلما وقعت عليه عيناي تسامى في أعماقي شعورٌ بالزَّهوِ، وأحسستُ أنه يقفز من داخلي مبتسمًا ليقبِّلَ يدي، ورأسي، ويرشُّ العطرَ على وجهي، ثمَّ يعانقني ببرِّ الأبناءِ المباركين، وحميميَّةِ حبِّهِم النَّقيِّ، لأشعرَ أنَّ قيمةَ المرءِ الحقيقيَّةَ تكمنُ في أصفارٍ يرصفُها يمينَ قامَتِهِ الفارعةِ المنتصبَّةِ مئذنةً مشهرةً صوبَ الغيمِ، صوبَ القممِ العصيَّةِ، لتخبرَ العابرينَ بعدَهُ أنَّه مرَّ من هنا – قبلَهم – نحوَ السَّمَاءِ ،!”

 

الكاتب السوري راتب الحلاق

“كان صدور أول كتاب لي ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب يشكل علامة فارقة في حياتي وفي مسيرتي البحثية والدراسية، وأستطيع القول: إن حياتي قبل صدور أول كتاب لي غيرها بعد صدوره.

أما عن شعوري عند صدوره فقد كان مزيجا من الفرح والاعتزاز والإنجاز، وقد توهمت أن الآخرين سينظرون إلي نظرة مختلفة ابتداء من ذلك اليوم، فقد غدوت كاتبا ( على سن ورمح ) ليتبين لي بعد ذلك أن الأمر لا يعدو أن يكون وهما من الأوهام وضلالا من الضلالات، بل سذاجة مابعدها سذاجة، إذ لم ينتبه أحد، بما فيهم المقربون( للحدث الجلل! ).

وقد أهديت كتابي الأول للشهداء، ولاسيما أنه كان دراسة في الفكر السياسي والاجتماعي عند الشهيد الشيخ عبد الحميد الزهراوي، أحد شهداء السادس من أيار الذين بطش بهم جمال باشا السفاح في لحظة حقد طورانية عنصرية.

وقد أهديت النسخة الأولى من الكتاب إلى أستاذي العلامة المرحوم الدكتور عبد الكريم اليافي، وأهديت نسخا إلى الأصدقاء المهتمين بالقراءة. وكان الإهداء  بقصد لفت النظر إلى دخولي عالم الكتاب والمؤلفين ؟!.

ولن أنسى ماحييت لحظة قبضت المكافأة فقد جاءت من مصدر جديد علي وكانت كافية لتسديد دين حان موعد سداده”.

الكاتب  المصري محمد سليم شوشة

“قد يبدو التشبيه الأقرب للذهن فى حالات كثيرة، أن الكتاب الأول كالمولود الأول، ولكن إحساسي بدا مختلفا كثيرا عن هذه الصورة، فشعرت بأن الكتاب الأول أقرب لصورة الابنة التي تتزوج أولا، وتنتقل من مسئولية الأب/ المنتج إلى الزوج/ المستقبل/ الجمهور، ويبدأ الإحساس بالتحرر من مسئوليته والارتباط بالكتاب الجديد أو الفكرة الجديدة التى أعمل عليها. هذا هو إحساسي مع الكتاب الأول  مجموعة قصصية بعنوان (ذات النقاب الزنجية) الذي أهديت أول نسختين منه لأبى وأستاذى، ومازلت أتمنى أن أهديهما المزيد لو ممكننى الوقت والجهد”.

الشاعر السوري الدكتور نزار بني المرجه

“عندما صدر أول ديوان شعري وكان بعنوان ( أفراح الحزن القارس ) في العام 1982 أهديت النسخة الأولى منه إلى أمي .وكتبت لها في الإهداء قائلا: إلى أمي التي تجعل من لحظات العمر قصائد، وسبب كون الإهداء الأول إلى أمي، هو أن والدتي سيدة مثقفة وغير عادية ، فضلا عن كونها أما مثالية وتشبه معظم الأمهات وكانت وراء جمعي بين الأدب والطب

وكانت مشاعري ممزوجة بالقلق عندما كنت بانتظار الديوان أنا والمخرج والكاتب المعروف الأستاذ عربي العاصي الذي أخرج لي ذلك الديوان بشكل فني مميز وتمت طباعته في المطبعة التعاونية بدمشق، وكانت فرحته لا تقل عن فرحتي ربما، لأنه عانى معي حينها من اضطراره لتعديل الإخراج وترقيم الصفحات أكثر من مرة لأنني طلبت منه عدة مرات استبعاد قصائد من الديوان شعورا مني بضعف مستواها قياسا لبقية القصائد، وهذه المسألة كانت تقلقني ،لأنه ديواني الأول والنقاد لا يرحمون !

والحمد لله فقد ظهر الديوان بأجمل صورة ولاقى استحسان النقاد في عدد غير قليل من الدول العربية، في سورية ولبنان والجزائر ومصر والكويت  ،حيث نشرت دراسات نقدية عديدة عنه في تلك الأقطار.”

الكاتب  المصري اشرف عشماوي

“لا زلت أذكر هذا اليوم جيدًا من عام 2010 ، عندما تلقيت مكالمة هاتفية من ناشري يخبرني فيها بأن النسخ الأولى للرواية قد وردت من المطبعة، لم أصدق أنني بعد قليل سأرى أول رواية لي مطبوعة بعد انتظار قارب الخمسة عشر عاما تقريبا منذ أن بدأت الكتابة ولم أستطع نشر ما أكتبه لأسباب كثيرة أغلبها متعلق بطبيعة عملى وقتها كوكيل للنائب العام.

كانت عقارب الساعة تشير للسادسة مساء وكنت أجلس مع صديقين يعملان معي بالقضاء بأحدي النوادي النيلية بالجيزة ، لكنني وجدت نفسي مثل السائرين نياما وابتعدت عنهما دون كلمة واحدة وانصرفت منطلقا إلى منطقة وسط البلد حيث مقر الدار المصرية اللبنانية لألتقي بالأستاذ محمد رشاد ويسلمني نسخة أولى من رواية “زمن الضباع” وعليها اسمي ، بالطبع كانت فرحة عارمة ولما غادرت الدار وجدت أكثر من عشرين مكالمة فائتة من صديقاي لما تركتهما فجأة وقلقا علي ، فأخبرتهما بأنني نشرت أولى رواياتي بالفعل وأنا فى طريقي إليهما مرة أخرى وسلمتهم نسختين باهداء وكانت تلك أول مرة أوقع رواية لأحد فى حياتي !

أما نسختي الأولى فقد احتفظت بها وأهديتها إلى أبي وأمي فى نفس اليوم وكتبت لهما يومها

“إلى من علماني وحبباني فى القراءة ، أهدي لكما أولي رواياتي وأرجو ألا تكون الأخيرة ”

الشاعر السوري الدكتور وليد مشوح

“صدر كتابي الأول عام 1970  مجموعه شعرية صغيره بعنوان  “الظلال الأربعه للوجه الواحد ” شعرت بفرح نما عندما صدرت المجموعة ومع صدورها  شعرت  أنني دخلت عالم الأدب وهذا يضع على عاتقي مسؤولية الأديب كنت اختال بين رفاقي وعندما كنت أسمع الملاحظات على نصي الشعري  أدركت انه يتوجب علي أن أرتقي بابداعي وكانت بعض النصوص قد نشرت قبلها في الصحف والمجلات  السورية حين صدرت المجموعة تلقيت في البدء 5 نسخ من الدار الناشره بدمشق وقد قدم للمجموعة الشاعر الكبير المرحوم  علي الجندي وكانت مقدمته بمثابة دراسة نقدية لنصوص المجموعة لذا أهديت  النسخة الأولى للشاعر والصديق علي الجندي الذي نصحني وهو يتسلمها أن اخرج على خيمة التقليد  وأحاول  أن أجد صوتي الخاص في الشعر وبعد مضي شهور أحسست أنني لم أحقق حلمي من خلالها ولابد لي أن أتجاوز إبداعيا نصوصها  التي بدت مرتبطة – في بعض  النصوص- سواء في العروض أو المبنى أو المعنى. المهم كانت المجموعة اليد القوية التي دفعتني للمضي قدما على دروب الأدب”

 

الكاتب الاماراتي خالد الظنحاني

“كتابي الأول هو “البرلماني الناجح” الصادر عن دار “تخيل للنشر والتوزيع” بالتعاون مع “هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام”، والذي يتناول مسيرة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهذا الكتاب هو المولود الأول الذي جاء بعد تجربة جميلة دامت سنوات عشتها بين المطالعة والكتابة والبحث، فعندما نضع تجربتنا المعرفية بين دفتي كتاب فإننا نحس بشعور مميز يرنو للفخر والبهجة والإنجاز، إنه شعور يختزل السعادة القصوى في داخلنا الإنساني، وربما يعيش المبدع فرحة الانجاز في كتابه الأول مدة أطول من كتابه الثاني والكتب التي تليه، لأنها لحظة فارقة في حياته الإبداعية، فبعد أن كان مستهلكاً للمعرفة أصبح منتجاً لها، فيا لها من  سعادة.

ولقد أطلقت كتابي الأول “البرلماني الناجح” خلال حفل توقيع في ركن التواقيع بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب – 2014، بحضور الدكتور محمد سالم المزروعي أمين عام المجلس الوطني الاتحادي، والذي أهديته النسخة الأولى من الكتاب والتي اعتبرها النسخة الرسمية إن جاز التسمية. أما من الجانب الآخر وهو الجانب الاجتماعي، فقد أهديت النسخة الأولى من كتابي لزوجتي العزيزة والنسخة الثانية لإبنتي الغالية”.

شاهد أيضاً

فورسترلينج تتوج ببطولة أرامكو لفرق السيدات للجولف

خاص – صفوان الهندي اختتمت في تامبا بولاية فلوريدا الأمريكية سلسلة فرق أرامكو للسيدات للجولف …