الخميس ,25 أبريل 2024 - 9:07 مساءً
الرئيسية / كُتاب صفحات /  زهوة العيد

 زهوة العيد

سالم بن حمد الجهوري –
Salim680@hotmail.com –

 

تهل علينا الساعات القادمة أفراح العيد الذي تشرئب له الأنفس كمحطة استراحة من عناء الحياة وبهجة للصائم بعد الشهر الأكرم، وموعدا للفرحة ليس ككل المواعيد.
لكن الاحساس الذي يتسلل إلينا أن أعيادنا لم تعد كالأعياد التي عايشناها في طفولتنا ، فقد اصابها بعض من ظروف التعرية وجور الزمان، فنشعر أنها تأتي هذه السنوات وهي أقل من سابقتها والخشية ان تستمر في هذا الانحدار ، ولا نعرف سببا مباشرا لذلك، فهناك وجهان لهذا التغيير، اما ان نكون نحن الذي تغيرنا على أعيادنا ولم تعد تشغل لنا بالا ! أو أن هذه الأعياد تأثرت بالتطور الزمني الذي أفقدها بعض بريقها !.
فصرنا نفتقد زهوته في زمن تراجعت فيه بعض الطباع والتقاليد ففقدنا معها جماليته ورونقه وعبقه، وأيضا حميمية أفراد المجتمع وتآلف الأسر وتجمعها، حيث أصاب الانشغال الفردي أعيادنا في مقتل.
فلم نعد نشعر فيه بالفرحة والبهجة ولم يعد وهج ألوانه الزاهية كما كنا نراه ، كما لم نعد نرى وجوها عزيزة علينا، الا خلال أيامه ، ولم يعد أحد يذكر من كان بيننا بالأمس وذهب ولم يعد ، ففقدنا من نحب أكانوا أحياء أم أمواتا، وتعايشنا مع واقع لم يعد يجمعنا بمن نحب الا في ساعات قليلة بعد أن كانوا يشغلون حياتنا ليلا ونهارا ، ولم نسمع حتى أصواتهم تحن علينا بتهنئة للعيد رغم أنهم على مرمى حجر منا، ولم نعد نلتقي بتلك الوجوه الشاخصة في موعد الصلاة، فكل اللحى البيضاء التي كانت تشعرنا بالطمأنينة والسكينة تناقصت من عيد الى آخر ، ونسأل معها انفسنا متى سنرحل عن هذا الجمع أهذا العيد ام الذي بعده !.
نفتقد حتى للانسانية المعطرة بالشوق والمتدثرة بالحنين لأهلها والمتوسدة بالجماعة، كل تلك الصور تشعرنا بشيء من الغصة في قلوبنا على ماض كان ناصع البياض في ذمم الناس وصافيا يبدد كدر كل الرواسب التي اجتاحت بعض النفوس.
لكننا نستطيع أن نعيد زهوته وألقه وفجره الذي يحمل التباشير الأولى بذلك اليوم الأغر، نعيد نفس أجواء الذين ناضلوا لكي يبقى العيد بكل طقوسه وتفاصيله اليومية استراحة كبيرة للعائلة والجماعة والمجتمع، أن نبقي ذلك التواصل مع الماضي ليزودنا بالحاضر، بتوقير الكبير والتعايش بصفاء مع الجميع والتأكيد على عاداته وتقاليده وزيارة كبير العائلة وكبير المقام في الحارة، وشيخ القرية والمدينة ومن في حكمه التواصل مع الأرحام، والتفرغ للعائلة الكبيرة التي كبرت وتشعب أفرادها، فرصة لنعرفهم ويعرفوننا ونتقرب منهم ويقتربون منا ، أن نتشارك في صلاة العيد وفي تبادل التهاني، وفي تجهيز العرسي والمشاكيك، والشواء ونشاهد معاً ركض العرضة ونستمتع بسباقات (بنت الريح) وأن نذهب بعيداً لأرحامنا وأن نتسامر معاً في لياليه وأن نتجالس كجماعات ونحيي بعض الألعاب التقليدية.
وحتى لا نفقد زهوته علينا أن نكون احرص من الأجيال السابقة على تسليم طقوس العيد للآتين من الأجيال القادمة، لنقول لهم حافظوا على ايقونة اعيادكم فانتم بدون العيد كمن يبحث عن سراب الماء في صحراء جرداء.

شاهد أيضاً

الأمريكي جون كاتلين يتوج بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف

متابعة صفوان الهندي توج الأمريكي جون كاتلين بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف والمقدمة من صندوق …