الخميس ,28 مارس 2024 - 11:56 مساءً
الرئيسية / فن ومجتمع / رامز جلال لعب بالنار.. فاحترق بها

رامز جلال لعب بالنار.. فاحترق بها

قدم الممثل رامز جلال في رمضان برنامج “رامز بيلعب بالنار” وهو برنامج مقالب تقوم فكرته على اصطحاب الضيف إلى برج كبير في المغرب، وهناك يوهم الضيف بأن الفندق يحترق بافتعال حرائق وأن أشخاصاً يحترقون أمامه، ثم يصعد معه إلى أعلى البرج لإنقاذه بواسطة هليكوبتر، وفجأة يقع انفجار كبير أعلى البرج أمام الضيف يثير رعبه أكثر وأكثر، ووقتها يظهر رامز جلال الذي كان طوال الوقت بصحبة الضيف متنكراً في صورة عامل إطفاء.

رامز يسطّح الفكر:

في إحدى أيام رمضان دعاني صديقي إلى تناول الفطور في منزله، كان لديه أخ اسمه مجد يبلغ من العمر 11 عاماً تقريباً، فبعد الفطور شاهدت مجد ينفجر ضاحكاً أمام الشاشة، وعندما سألته ماذا تتابع؟ أجاب وهو مستمر بالضحك الهيستري “رامز بيلعب بالنار”، وقفت أمام الشاشة لأشاهد ما هو سبب هذا الضحك، فإذ بي رأيت أحد الفنانين المعروفين ينهال على رامز جلال بوابل من الشتائم، بعد أن نفّذ فيه مقلباً باندلاع حريق في الفندق الذي كان يجري فيه مقابلة.

راودني أكثر من سؤال بهذه اللحظات وأنا أشاهد هذه اللقطات، وتفاعل مجد معها، هل الشتائم التي يسمعها هي ما تضحكه؟ أم أن مشاهدة الناس خائفة من الحرق والموت والدفاع عن غريزة البقاء هو سبب الضحك؟ أياً كان الجواب فهو غير مقنع.

رامز ينشر العنف:

إن “السادية” التي قدمها رامز جلال في برامجه المعروضة خلال المواسم الرمضانية، تعد سبباً من أسباب انتشار العنف والاستمتاع بمشاهدة الناس الخائفة من الموت والضحك على ردات الفعل الطبيعية والمبررة أثناء تعرضهم لمثل هكذا مواقف، فأي إنسان يقع تحت خطر الموت سيكون خائفاً ومستعداً لفعل أي شيء للبقاء على قيد الحياة.

لعل بعض المتابعين يقولون إن هذه المواقف والمقالب وهمية وتتم بالاتفاق بين الطرفين، وهنا يأتي الرد “عذر أقبح من ذنب” إن كان هذا يتم بالاتفاق فعلاً، لماذا ينهال الفنان الذي كوّن لنفسه خلال سنوات عديدة هالة من الاحترام بهذه الشتائم على المقدم، هل هذه الشتائم ستزيد من مصداقية البرنامج؟ أم أنها ستعلّم الأجيال كيف تستمتع بمشاهدة الناس خائفة من الموت؟.

رامز يكلف مبالغ ضخمة:

وحول تكلفة البرنامج، فوصلت إلى ما يقارب أربعة ملايين دولار، أي ما يعادل 30 مليون جنيه، ووصل أجر رامز إلى نحو مليون دولار، أما عن أجور الفنانين الذي شاركوا رامز برنامجه فاختلفت من فنان إلى آخر، حيث وصل أجر النجم العالمي “ستيفن سيجال” لما يزيد عن 150 ألف دولار، ويلحق به النجم “أنطونيو بانديراس” الذي تقاضى 100 ألف دولار، كما حصل الفنان اللبناني راغب علامة على 25 ألف دولار، والنجم صابر الرباعي على 20 ألف دولار.

ووقعت هذا العام الفنانة غادة عادل ضحية لرامز جلال في البرنامج وتقاضت عن ظهورها 150 ألف جنيه، وتقاضى الفنان أمير كرارة 100 ألف جنيه، ووقعت الفنانة علا غانم ضحية للبرنامج أيضاً، وتقاضت ما يزيد عن 75 ألف جنيه، والفنانة دينا الشربيني 70 ألف جنيه، والفنانة نرمين الفقي 70 ألف جنيه، كما تقاضت الفنانة انتصار 50 ألف جنيه، والمطربة بوسي 50 ألف جنيه.

ونحن هنا لسنا بصدد الحديث بطوباوية، فالإعلام، وخصوصاً الإعلام الخاص، كما يعرف الجميع ليس مؤسسة خيرية، بل إن هدفه الرئيس هو الربح، لكن هل من المعقول أن هذه المؤسسة الشهيرة تجني الأرباح بترويع المشاهدين والسب والشتم؟!، وهي قادرة أن تنشر فكراً تنموياً من خلال برامج ذات قيمة أكبر وتجلب أرباح، وأما إذا كان الرد أن الجمهور أحب مثل هذه البرامج، فالجواب يأتي أن هذا هو دورك كمؤسسة إعلامية بنشر مثل هذه الأفكار، فالإعلام قادر أن يرفع من سوية الفكر عند الجمهور وبالمقابل بإمكانه الوصول بهم إلى الحضيض.

 

عبيدة فخر الدين – الاقتصادي

شاهد أيضاً

فورسترلينج تتوج ببطولة أرامكو لفرق السيدات للجولف

خاص – صفوان الهندي اختتمت في تامبا بولاية فلوريدا الأمريكية سلسلة فرق أرامكو للسيدات للجولف …