صفحات
بسام جميدة
لم أكن أود العودة للكتابة عن هذه الفكرة حول علاقة الأدب بالرياضة ، لولا أنني قرأت في الأمس مقاطع كثيرة من رواية الكاتب التونسي شكري المبخوت الحائز على جائزة البوكر في الرواية لعام 2015 الذي أتحفنا بروايته الجديدة “باغندا” التي تتحدث عن قصة اختفاء اللاعب فتحي بركة (المعروف باسم باغندا) لاعب فريق الاتحاد والمنتخب التونسي الملقب بالجوهرة السوداء، الذي بحث الكاتب في مختلف تفاصيلها عبر التنقيب عن حياة هذا اللاعب الذي مات مقهورا في أواخر فترة حكم الزعيم بورقيبة، وتنضم هذه الرواية إلى بقية الروايات التي تتسم بالواقعية وتستمد تفاصيلها من حياة الشخصية الرياضية بطريقة أدبية ويعيد المبخوت إلى الأذهان واحدة من أهم القضايا الرياضية التي شهدتها الساحة التونسية، والأجمل مافيها أنها تأتي على لسان صحفي رياضي يعمل في الصحافة الاستقصائية، كما تضاف إلى بقية الروايات والقصص التي كتبت عن حياة رياضيين كثر في العالم.
لن استعرض هنا الروايات الكثيرة التي كتبت عن الرياضيين ومعاناتهم وأفراحهم وعن انغماسهم بالشهوات و حياة النجومية وغيرها من الأمور التي يمكن أن تشكل خطا دراميا مثيرا لمن يشتغل في حقل الأدب، بل وفيها الكثير من الخطوط السردية التي تثير أي كاتب، وسيكون لها تحقيق بمكان آخر في عملي.
الروايات والقصص الرياضية لن تكون رياضية بحتة، بل ستلقي الضوء على الحياة العامة أيضا وعلى واقع اقتصادي وسياسي واجتماعي يتم معايشته في هذا البلد أو ذاك.
وأنا اقلب هذا الموضوع الشيق، وجدت الكثير من الروايات والقصص العربية والعالمية، ولكنني لم أجد رواية سورية تتناول حياة لاعب أو بطل، وما أكثرهم، ولعل حياة بطل عالمي مثل عماد حقي وماجرى معه من تحولات تستحق الاهتمام من أي كاتب، وتحفل أ قبية الصالات وساحات الملاعب وميادينها بالكثير مما يستحق أن يروى بخط سردي وحبكة مثيرة.
الكرة أوجهها مرة أخرى لمرمى كتابنا السوريين، لأنهم مقصرون في هذا الجانب كثيرا، وأتمنى من زملائي في وسائل الإعلام أن يمارسوا هذا الدور الاستقصائي لكشف الغطاء عن حياة لاعبين وأبطال مؤثرين في الحياة العامة.
لن أخفيكم سرا اليوم إنني عثرت على رواية شيقة لملاكم سوري عاش في الغربة ومات هنا، وكانت نهاية حياته مثيرة، أدعوا لي أن أوفق لكتابة هذه الرواية.
