الخميس ,25 أبريل 2024 - 7:39 صباحًا
الرئيسية / تقارير وتحقيقات / السينما في هونج كونج تشهد موجة جديدة

السينما في هونج كونج تشهد موجة جديدة

هونج كونج- «أ.ف.ب»:

 

يواجه السينمائيون في هونج كونج معضلة تخيرهم بين تصوير الأفلام التي يخرجونها محليا بموارد محدودة أو التعاون مع الشركات الصينية التي تفتح لهم أبوابها لكن بشروطها الخاصة.
ويخشى عدد متزايد من سكان هونج كونج من أن الصين تعزز سطوتها على المستعمرة البريطانية السابقة. لكن رغم الضغوط التجارية والسياسية، تختار مجموعة من المخرجين انجاز أعمال معدة محليا مخلفين موجة جديدة على السينما في هونج كونج.
وكانت هونج كونج تنتج في ما مضى ما لا يقل عن 200 فيلم في السنة من «انتر ذي دراجون» لبروس لي العام 1973 إلى «إن ذي مود فور لوف» (لوونج كار-واي) عام 2000 مرورا بمجموعة كبيرة من الأفلام البوليسية والتشويق.
إلا انه في العقد الأخير تراجع ألإنتاج المحلي وبات حوالى 12 فيلما ينجز في هونج كونج سنويا.
وأحد عوامل هذا التراجع هو الازدهار الكبير للقطاع السينمائي الصيني بمشاركة مخرجين ذوي خبرة وآخرين مبتدئين فضلا عن أموال طائلة وفرص كبيرة.
إلا أن البعض يعتبر أن ثمة ميلا معاكسا الآن اذ أن الرغبة في المحافظة على حرية التعبير باتت اكبر من إغراءات الأموال من بر الصين الرئيسي.
ويوضح المخرج ديريك شيو من هونج كونج البالغ 54 عاما الذي انجز أفلاما عدة وعمل في الصين أيضا «مع الأفلام الجديدة بات الجميع يسأل: «هل يمكن للفيلم أن يعرض في الصين؟ هل يمكن الحصول على تمويل مشترك في الصين؟».
ويقول انه يواجه صعوبة في الحصول على تمويل لفيلمه المقبل «تشونج ينج ستريت» الذي يتناول أعمال الشغب ضد الحكم الاستعماري البريطاني ويهتم للحركة المؤيدة للديمقراطية هنا.
ويروي أن الهيئات العامة في هونج كونج والصين رفضت طلباته للحصول على مساعدة. وانسحب مستثمر خاص من المشروع أيضا خشية على أعماله في الصين.
ويتابع المخرج قائلا: «في حال انجزت (تشونج يينج ستريت) ربما لن أتمكن من العمل في الصين بعد ذلك. إلا أنني لن أتراجع، احتاج أن أتحكم بالجانب الابداعي والى الحرية ولا يمكن للصين أن تمنحني ذلك».
ويتجه البعض إلى التمويل التشاركي للمحافظة على استقلاليتهم.
وجمع كريستوفر دويل مدير التصوير الأسترالي الشهير المقيم منذ فترة طويلة في هونج كونج اكثر من مائة ألف يورو بفضل منصة «كيكستارتر» لتمويل مشروعه الأخير الحساس.
ويستند عمله الأخير وهو بعنوان «هونج كونج تريلودجي: بريسكولد، بريوكيبايد، بريبوستيروس» الذي صدر العام 2015 إلى لقاءات أجراها مع ثلاثة أجيال من سكان هونج كونج. وكرس جزءا من الفيلم للحركة المؤيدة للديمقراطية التي شلت أحياء كاملة في خريف العام 2014.
ويقول لوكالة فرانس برس: إن «هامش حرية التعبير ضيق في الصين لذا نصور الأفلام التاريخية وأفلام الحركة فيها وليس الأفلام ذات الطابع الاجتماعي».
ويضيف قائلا «أما في هونج كونج فعلينا أن نعمل ضمن ميزانيات صغيرة وعلينا الاهتمام بالحريات القليلة التي لا تزال متاحة لنا».
هذا التيار الذي يختار الحرية على التمويل الصيني «برز سريعا جدا» وهو التغيير الرئيسي في أوساط السينما في هونج كونج على ما يؤكد.
والدليل على ذلك نجاح فيلم «تن ييرز» في واسطا الجمهور والنقاد وهو فيلم تشويق يضع تصورا لهونج كونج في عام 2025. ويعتبر اندرو شوي احد منتجي الفيلم «بسبب الوضعين الاجتماعي والسياسي في هونج كونج بات المخرجون يهتمون اكثر بالموضوعات المحلية». وهو يرى أن الجيل الجديد من السينمائيين الثلاثينيين(30 سنة) بدأ يجمع خبرة ويحقق شهرة.
ويرى بعض مخرجي هذا الجيل الجديد أن التركيز على هونج كونج طريقة افضل للتأثير على الجمهور.
ويقول كروسبي ييب (24 عاما) خلال تصوير فيلمه الأول «اديري اوف فيرست لوف» وهو من النوع الكوميدي الرومانسي «افضل العمل بموارد محدودة حول ما اعرفه جيدا. فالنتيجة ستكون افضل واكثر واقعية إن انجزت أفلاما حول المدينة التي ترعرعت فيها». ورغم وجود هذه الطاقات الجديدة ستواجه هونج كونج صعوبات في استعادة مجدها السينمائي الفائت مع تعاظم قوة الصين والمنافسة العالمية.

شاهد أيضاً

الأمريكي جون كاتلين يتوج بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف

متابعة صفوان الهندي توج الأمريكي جون كاتلين بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف والمقدمة من صندوق …