الخميس ,25 أبريل 2024 - 7:04 مساءً
الرئيسية / ثقافة وأدب / أميرة الكردي في ملح السُّرة… امرأة للوطن

أميرة الكردي في ملح السُّرة… امرأة للوطن

 

خالد جمعة

لعلنا إذا تعمقنا في بحر ديوان أميرة الكردي نتعرف بطبيعة قراءتنا على كاتبة متمرسة ذات تجربة تعطي المعنى والفكرة بشفافية لتستقر في ذهن المتلقي احساساً ونبضاً.

فالتجربة الأولى لأميرة لم تكن خجولة أو أنها تحتاج إلى نضج بل أثبتت عبر ملح السُّرة مقدرتها كشاعرة تحمل ونتاجها الأول قدرتها على أن تكون ضمن الكبار فهي أدهشتنا بقصائدها التي فاضت حباً وحنيناً ووجدانا  إضافة لما تحمله بفؤادها محبة للوطن وهو ما أكدته طويلاً على مدارج أسطرها فحبها النابع من قاع قلبها جهرت به مراراً وفي أكثر من قصيدة نجد ذاك الحب متقدا حاضراً وهي لاتنسى وسط ذاك كله أن تروي شغفها بالياسمين الدمشقي الذي طالما عشقته وكان ومايزال سر من أسرار عاطفتها ومنبع قصيدتها.

الكردي بديوانها ملح السُّرة امرأة وطن تتألم لألمه وتتجرع مرارة وأسى ولوعة لما أصابها فحملت ذلك في طيات قلبها ووهبته الحب في كلمانها لترسم والياسمين لوحة وطن تبهرنا بها لما تضمه من جمال وروعة .

لمجرد ولوجنا إلى الديوان يتلقفنا الاهداء الذي صاغته ببساطته لتهديه للوطن مؤكدة فيها على انخراطها بمسامات الوطن فتقول :

إليك… دائما

وشما التصق

على كتفي

وطني ….

تستقرأ الحياة وتعيد تكوينها على صفحات ديوانها وكلماتها لتغوص في المعنى إدراكاً وواقعاً .

بفنية وشفافية وإحساس أنثوي كتبت قصيدتها النثرية ، حملتها عبْ وجدانها وعاطفتها ، تتكئ على تجاربها ومحاولة أن تغذي حبها للوطن عبر نهر عاطفتها الذي لاينضب من البوح والعلن والعشق متآلفة مع المكان وماحمل وما بقي في الذاكرة التي اختزنتها حنيناً ودفئاً .

في ملح السُّرة توصيف للحالة الأنثوية بمعانيها بعاطفتها وكبرياءها وتعبيرها لتستكين كموج البحر الهادئ عندما تتهادى  أشرعتها وهي تنظر لعنان كلماتها بين السحب وبين أفق البحر المتلاحمان وهما يلقيان الحسن والجمال على أصداف الشواطئ بعد أمواج تلاحقت في مدها وجزرها كثيراً .

وتصحبنا بقية قصائدها لتروي وتحكي لنا عما يستفيض بداخلها وعما عبرت به من عواطف أغدقت الكردي بوصفها لترسم لنا لوحات متعددة ذات بعد جمالي يدركه إحساسنا قبل ن تدركه قراءتنا .

أخر محطة في الديوان قصيدة حملتها الشاعرة عنوان وندرك أخيراً  … حيث جالت ببحر الوجدان لتصف تشظي القلوب وأساه وماتكنه لنبقى بنهاية المطاف حيث تقول فيها :

وقبل بداية فصول النهاية

دفعة واحدة

إنما هي تتفجر

وتنسل تباعا

وببطئ سلحفاة

واحدة تلو الأخرى

تسحب معها شيئا

من حياة

لنبقى نحن فقط

في نهاية القصيدة

مجردين مما أردنا

بخسارات حسبناها أنيقة

أو ريح ترك أثر هزيمة

أميرة الكردي كتبت الشعر نثراً ووهبته لقرائها لينتثر محبة عبر قصائدها المتنوعة في الفكرة والمعنى .

هكذا تناوبت قصائد أميرة … وهكذا زانتها بملح السُّرة

والجدير بالذكر أن ديوان ملح السُّرة صادر عن مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي .

 

شاهد أيضاً

الأمريكي جون كاتلين يتوج بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف

متابعة صفوان الهندي توج الأمريكي جون كاتلين بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف والمقدمة من صندوق …