الأربعاء ,24 أبريل 2024 - 6:08 صباحًا
الرئيسية / ثقافة وأدب / احلام مستغانمي تتهم الكاتبة السورية نور الشيشكلي بسرقة “الاسود يليق بك” والاخيرة ترد بدبلوماسية ومحبة

احلام مستغانمي تتهم الكاتبة السورية نور الشيشكلي بسرقة “الاسود يليق بك” والاخيرة ترد بدبلوماسية ومحبة

بسام جميدة

 

______________________________________________

اتهمت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي, الكاتبة السورية نور الشيشكلي بسرقة نص مسلسل “مدرسة الحب ” من روايتها الأخيرة “الأسود يليق بك”, كما انتقدت الممثل عابد فهد لأنه يعرف الرواية وكان مرشح ليكون بطلها. وعبرت أحلام عبر صفحتها الشخصية عبر موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي عن “صدمتها”,  معلنة أنها لاحظت في مسلسل مدرسة الحب كتابة نور الشيشكلي أنه “مسروق” من روايتها “الاسود يليق بك”. وقالت أحلام “”يا للصفاقة.. ويا لقلة الحياء.. البارحة شاهدت الحلقة الأولى وذهلت. لا بد أن أرفع عليهم دعوى أنها (مدرسة السرقة) لا (مدرسة الحب)”. ونشرت أحلام صورة جمعتها بالممثل عابد فهد المشارك بالعمل ” صدمتي كبيرة في فنان بقامة عابد فهد يعرف روايتي عن ظهر قلب ، وكان مرشحا ليكون بطل (الأسود يليق بك ) كيف قبِل أن يردد كلمات يدري أنها لي “.

وقد سألت “عُمان” الكاتبة نور الشيشكلي عن الموضوع وملابساته فردت قائلة: ” تحت هاشتاق كلنا أحلام مستغانمي ، تضامن محبو الكاتبة والأديبة أحلام مستغانمي منددين بما أسموه تهمة السرقة التي تم إلحاقها بي، وانا احتفظت بهذا الرد لحين التواصل مع الكاتبة أحلام مستغانمي لمعرفة سوء التفاهم الحقيقي الحاصل في المشكلة التي تفجرت دونما سبب او ادعاء حقيقي، أولا: لم يصدر عن الكاتبة أحلام تصريح بخصوص هذا الشأن، انتظرت تأكيد بعض اصدقاءنا الشخصيين الأمر خاصة ان اللغة المستخدمة لم تكن لغة الاديبة التي اعتدناها، ومن المستحيل ان تكتب الأديبة أحلام مستغانمي  لتقول مثل هذا الكلام.  انها الكاتبة ذاتها التي قالت يوماً في احدى مقالاتها “ليس من عادة الكبار ان يهاجموا، وان هوجموا لايردون، هذا ماعلمني إياه نزار قباني” من الغير الممكن ان تخون العبارات قامة كبيرة كقامة الكاتبة أحلام مستغانمي، انها أسطورة اللغة وسيدة عصا الكلمات السحرية، وانا اليوم اضطر للرد، اولاً: حظيت بفرصة ان التقي بأديبة اعترف بتأثري بها حقيقةً ولو كان هذا اللقاء عبر السطور والصفحات ، ثانياً:  أنا لم أسرق يوماً ولن أسرق هذا ماعلمتني إياه الحياة، هذا ما كسبته من معاشرة القلم، السرقة تكمن في اقتباس قصة الرواية .. حكايتها .. خطوطها شخوصها واحداثها .. ماحصل هو تلك العبارات اللاذعة التي نقرأها يوميا ونسمعها دون النظر الى موطنها الحقيقي احياناً .. انها تدخل في ساحة العقل الباطني لدى الكاتب .. قد يسمعها في الشارع .. هناك على الطرقات .. يجد نفسه دون ان يدري يستخدمها في حواراته التي يبنيها لشخوصه دون ان يقترب من مساس أصل الحكاية والمقترح الروائي التي قدمته تلك الأديبة أحلام مستغانمي مناصرة الأنثى .. الكاتبة بلسانها .. اللاذعة بحزنها كما صمتها .. في صمتها كلام اكثر مما تقوله للعلن .. في نقاطها الفاصلة بين جملة وأخرى عبارات أكثر من تلك المكتوبة ..

أنا أيضاً أناصر تلك المرأة دوماً وأتحدث بلغتها، فمن الطبيعي والوارد جداً أن أتأثر بها، اقتباسي لبعض جملها ليس بفقر بقدر مايكون شرف، ليش بعجز بقدر مايكون تأثر، تحكي رواية الأسود يليق بك قصى الملياردير الذي عشق مغنية شعبية … وعاش معها أحدى أجمل قصص الحب وتركها لأسباب تتعلق بالعادات والتقاليد، تلك الحكاية التي قد نسمعها في أي مكان وأي زمان، انه السبب الذي تشاركت به مئات النساء المخذولات يوميا.

وتحكي ثلاثية كلمات التي اتهمت بسرقتها من الرواية قصة أستاذ المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يعيش مع زوجته حالة الحداد على فقدان طفلتهم الصغيرة ذات الخمس سنوات التي صحو يوماً على فاجعة وفاتها سريريا فدخلا مرحلة الحداد والحزن وجلد أنفسهم على ذنب لم يرتكبوه يوماً، وضمن تلك الدوامة وجد نفسه ذلك الرجل أمام قصة حب عاصفة جمعته بطالبته التي تصغره بعشرين عاماً،  أنها قصة الحب بين العقل والجنون بين الحكمة والمراهقة الصغيرة تلك … ايضاً قصتي سمعناها مراراً وتكراراً .. تحدث في مجتمعاتنا يومياً … ليست بالفكرة البكر التي لم يكتبها احد لكن أين السرقة بين حكاية الرواية وحكاية تلك الثلاثية … اين السرقة الموصوفة والاقتباس … أين التجني والبلدان … إلا يخطر للكاتب الذي قرر سرقة تلك الرواية أنها من بين كل عشرة أشخاص ثمة تسعة قرأوا تلك الرواية وعلقت قصتها كما حواراتها في أذهانهم، نحن ندخل من خلال شاشة التلفاز البيوت دونما استئذانها، ندخل كل بيوت الوطن العربي، ألا يخطر لنا اننا سندخل لبيت يحتفظ بتلك الرواية ومن الممكن ان يكون يقرأها في وقت عرض المسلسل نفسه،  جمل الاديبة أحلام مستغانمي لاذعة، حادة كسوط، مؤلمة وموجعة ولعلي أشاركها نزعة الحزن تلك والذهاب الى الأقصى فيما يتعلق بخيبات المرأة ..

سألت يوماً سؤالاً وأكرره الآن .. لماذا نحب كاتباً بالذات ؟؟ لماذا أحببنا أحلام مستغانمي، هل لأنها تتفوق علينا، أم لأننا تشبهنا حد الذهول، هل لأنها ساحرة في زمن العبودية أم لأنها تبح لنا بخطايانا أسرارنا، نحن لانمتلك شجاعة الاعتراف بالسر، أحلام مستغانمي تبوح لنا بهذا السر الذي نخفيه، حواراتها أدبية ولغة مسلسلاتي العامية، انا ايضاً أحاول ان ابوح بهذا السر، أحاول ان اعترف بتلك الخطايا، أجرب ان أقول ماتخشى المرأة قوله،  وربما كان هذا السبب الذي جعل جملها تعلق في ذاكرتي، وربما أنني استخدمتها ليس بحرفيتها أنما من خلال صياغتها لتناسب حوارات شخوصنا …

انا متأثرة بأحلام .. اعشق جرأتها وبوحها .. صدقها في الحزن وتفننها به .. انه ملعبي الذي لطالما استمتعت الدخول اليه …

حتى الاديبة أحلام مستغانمي تأتي بحواراتها وجملها تلك مننا .. من قلوبنا كما ارواحنا .. لاتأتي بها من كوكب آخر .. كلنا نمتلك القاموس ذاته … لاقاموس خاص بكل كاتب … بصمتنا تكمن باللعب على تلك المفردات الواحدة .. شقلبتها وإعادة ترتيبها … كلنا نستخدم العبارات ذاتها .. الكنايات ذاتها .. الصور ذاتها .. نصرخ بذات الألم .. ونعيش المتعة ذاتها .. مامن مفردات مختلفة . مهمتنا تكمن بكيفية استخدام تلك المفردات ومتى …..

وانا اليوم في ردي على كل ماقيل وقال على كل من أحبوا أحلام ودافعوا عنها يوماً .. سأرد ليس بكلماتي إنما بكلماتها …

اليوم ردي سيكون مقتبساً بشكل تام وكامل عن الاديبة التي لطالما عشقت وتأثرت وافتخرت بالأم وسأقول كما قالت لهم الكاتبة أحلام مستغانمي يوماً

( علي أن اقر إنني مدينة لأعدائي بكثير من نجاحاتي وانتشاري ولايفوتني ان أتوجه بالدعاء الى الله كي يحفظهم ويبقيهم ذخر لي للأعوام المقبلة ..فالكاتب الذي لا أعداء له هو كاتب سيء الحظ .. انه كاتب غير مضمون المستقبل .. لأنه فاقد وجود التحدي ) تلك أحلام التي عشقت .. تلك التي تيمنت واستلهمت …. شكراً للرائعة الاديبة أحلام مستغانمي

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

الأمريكي جون كاتلين يتوج بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف

متابعة صفوان الهندي توج الأمريكي جون كاتلين بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف والمقدمة من صندوق …