الجمعة ,29 مارس 2024 - 8:29 صباحًا
الرئيسية / من بلاد الغربة / أرمي الشام بحنيني

أرمي الشام بحنيني

ملكون ملكون

الآن فقط يَحِقُ لي
أن أرمي الشام بحنيني
فأنا على مرمى حنينٍ منها 
لكنني أحتاجُ أن أبدد غبار المعارك
قبل أن يتسلل ياسمينها لرئتَّي
هنا …
يَحِقُ لي أن أقول لكم
مَنْ كانَ منكم بلا حنين فليرجمني بحجر
هنا
المسافة
أقصر من حكاية أمٍ لطفلها لينام
أطول من نصف قرنٍ منحنا كل شيء وسرقنا في وضح النهار
وبينهما
أقفُ كهلاً
يراوغ انتظاره بالانتظار
يَتَجنبُ أن تقول له الشام ( أنا القتيلة )
فيداري همسه لها ( كلنا قتلى )
ويمضي ليحصي مواكب العابرين إلى الغياب
في مَقتلةٍ تأبى أن تتوقف
غبارٌ .. غبارٌ .. غبارْ
يملأُ الأحداق ويَعصِفُ بعيوننا
قبل أن نرى الشام
تعاند العاصفة وتنهض
فقد استنزفوا كل تاريخها
ذبحوا مجانينها من الوريد للوريد
واستباحوا براءة “القيمرية وباب توما ”
ولم يقف حقدهم عند اخر خط “المهاجرين”
وتركوا “بولص ” حائراً بين شكه ويقينه
و”ابن عربي ” وحيداً في عراء غيابه
هنا
على مرمى حنين للشام
يُصبِحُ النوم أقل قلقاً
فالغيوم الهاربة من الحرب
تتجمع لتهديك وسادةً هانئة
فتغفو طفلاً يتأرجحُ سريره هادئاً
والأم تدندنُ اغنية حزينة
وعيناهُ تتأرجحان بين غفوٍ وصحو
ربما الآن
هي الأغنية ذاتها التي يتسلل لحنها
بين الحواجز والحدود
لنغفو
كي نصدّق كذبهم
عندما قالوا لنا
هذا وطنكم … وسرقوه
هذه ذكرياتكم … وانتهكوها
لكم الهواء … واعتقلوه
لكم العيون .. وسملوها
لكم الشمس ..وأخمدوها
مَنْ نصدق الآن ..
وثير المنفى أم شوك الحنين ؟!
عبق الأرض أم رائحة البارود ؟!
أشلاءنا أم شظايانا ؟!
مرآتنا أم خديعتنا ؟!
اسئلتنا البريئة أم إجاباتنا الغامضة ؟
لا ادري
كل ما أعرفه الآن
إنها الساعة الرابعة إلا دقات قلبي بتوقيت الشام
انتظرُ غيمةً شاردة من الشام
لأتوسّدها
وأغفو بانتظار الياسمين صباحاً
• عمّان 3/ آب / 2018 
• كاتب وشاعر سوري

شاهد أيضاً

فورسترلينج تتوج ببطولة أرامكو لفرق السيدات للجولف

خاص – صفوان الهندي اختتمت في تامبا بولاية فلوريدا الأمريكية سلسلة فرق أرامكو للسيدات للجولف …