السبت ,20 أبريل 2024 - 2:19 مساءً
الرئيسية / سياحة وسفر / «الفاما» حي شعبي قديم في لشبونة مهدد بتدفق السياح

«الفاما» حي شعبي قديم في لشبونة مهدد بتدفق السياح

لشبونة (أ ف ب):

حي الفاما الشعبي الأشهر في لشبونة القديمة مهدد اليوم بتدفق السياح الذين ينزلون في شقق يستأجرونها من أفزاد ما يدفع سكانه إلى المغادرة بسبب الضغوطات العقارية. ويقول انطونيو ميلو وهو موظف سابق في مجال التجارة يبلغ السبعين، بغضب «يريدون طردي لتأجير منزلي إلى سياح!» بعدما ابلغه صاحب المبنى حيث يقيم والذي تغير اربع مرات في غضون سنة، إن عقد إيجاره لن يجدد. ويؤكد بأسف «قريبا لن يبقى سوى السياح في الفاما» مبديا خشيته من اضطراره إلى مغادرة الحي الذي ترعرع فيه لأنه لم يعد قادرا على البقاء فيه مع معاش تقاعدي قدره 600 يورو. ويؤكد ميغيل كويليو رئيس بلدية منطقة سانتا ماريا مايور التي تشمل الفاما، مخاوف الكثير من سكان الحي بقوله «المضاربة المسجلة في سوق العقارات في وسط لشبونة التاريخي وهي مرتفعة جدا في الفاما، تتسبب بكثير من المشاكل». ويضيف «سعر الشراء والإيجار مرتفع جدا ويضطر الناس إلى دراسة خيارات اخرى» أي بكلام آخر مغادرة هذه الأحياء. ويرى رؤساء بلديات المناطق الثلاث التي يتشكل منها الوسط التاريخي للمدينة: آن هذا الضغط العقاري عائد إلى «الانتشار المفرط» للمساكن المخصصة للإيجار المؤقت وهم دعوا إلى تدخل «عاجل» للحكومة.
«الهوية مهددة»

ويقول كويليو: إن السياحة «تشكل نقطة إيجابية» للاقتصاد المحلي إلا أن «هذه التجاوزات تشكل تهديدا فعليا لهوية هذه الأحياء». ويبرز هذا الميل خصوصا في الفاما التي يقبل عليها السياح بكثرة بسبب سحر أزقتها التي تمتد مثل دهاليز بنيت على سفح تلة والتي يمكن منها رؤية مصب نهر تاجه. وتقول انا غاغو وهي طالبة في مادة الجغرافيا في الثامنة والعشرين تجري تحقيقا حول الضغوط السياحية والعقارية وانعكاساتها على السكان المحليين: «كل يوم نرى وسطاء عقاريين ينتقلون من منزل إلى آخر ليجدوا أشخاصا مستعدين للمغادرة». وقد تضاعف عدد السياح الذين يستأجرون مساكن عبر «اير بي ان بي» الشركة الأولى عالميا لإيجار الشقق بين أفراد، في العام 2015 ليصل إلى 433 ألفا وفق أرقام هذه الشركة الأمريكية. أما الفنادق التقليدية فقد استقبلت 3.6 ملايين اجنبي العام الماضي بارتفاع نسبته 7.5 %. وفي العاصمة البرتغالية التي هي من بين افضل عشر وجهات لدى «اير بي ان بي» في العالم، يتجاوز هذا النشاط، «الاقتصاد التشاركي» الذي تروج له هذه الشركة. ف28 % من أصحاب الشقق لديه اكثر من إعلان على هذه المنصة و73 % من العروض تشمل شقة كاملة.
تراجع ديموغرافي

وقد اتخذت مدن مثل برلين وسان فرانسيسكو اجراءات لمنع أصحاب الشقق والمنازل من سحب ممتلكاتهم من الإيجار على المدى الطويل لطرحها فقط في السوق السياحية وذلك للجم الارتفاع الصاروخي في أسعار العقارات. لكن في البرتغال التي ضربتها العام 2011 أزمة اقتصادية حادة، يتم التشجيع على الإيجارات السياحية المربحة في الأساس من خلال خفض ضريبي مقارنة مع الإيجار بعقد طويل الأمد.
هذه السياسة الهادفة إلى جذب المستثمرين الأجانب وإنعاش السوق العقارية سمحت بترميم الكثير من الابنية المتداعية. إلا أنه قد تفاقم التراجع الديموغرافي في لشبونة التي انخفض عدد سكانها إلى 500 ألف نسمة في مقابل 800 ألف في مطلع الثمانينات.
وتقول ماريا دي لورديس بينييرو رئيسة جمعية التراث والسكان في الفاما بأسف: «الترميم أمر جيد إلا أن المشكلة تكمن في أن كل هذه الأشغال موجهة للسياحة. الناس الذين عاشوا هنا طوال حياتهم يريدون أن يبقى أولادهم في الحي إلا أن الأمر اصبح مستحيلا».
تعايش صعب

ويفيد خبراء أن الكثير من المساكن المتوافرة للإيجار الطويل الأمد تراجعت بنسبة 33 % في غضون خمس سنوات في مجمل أرجاء البرتغال فيما زادت الإيجارات بنسبة وسطية قدرها 7.6 % بين عامي 2014 و2015. والعام الماضي در السياح الذين استأجروا مساكن في لشبونة عبر «اير بي ان بي» على أصحابها 43 مليون يورو يضاف إليها 225 مليونا بطريقة غير مباشرة وفق تقديرا ت هذه المنصة. وتقول ليونيور دوارتي التي تقيم في الفاما منذ خمس سنوات بقلق «زادت الأموال إلا أن السكان يختفون». وعالمة النفس المتقاعدة هذه البالغة 63 عاما هي ضمن مجموعة من سكان لشبونة رصوا الصفوف لمطالبة السلطات «بلجم هذا النزيف في وسط المدينة التاريخي». ويشتيك الكثير من سكان الحي من هذا التعايش المتوتر مع السياح الذين يتسببون بجلبة في ساعات متأخرة ويحتلون عربات (الترامواي) القديم في أزقة الفاما الضيقة.

شاهد أيضاً

“كاتلين” على أعتاب التتويج بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف

صفوان الهندي فرض اللاعب الأمريكي جون كاتلين سيطرته على منافسات بطولة السعودية المفتوحة للجولف والمقدمة …