الجمعة ,29 مارس 2024 - 2:23 صباحًا
الرئيسية / كُتاب صفحات / الحدث الأهم

الحدث الأهم

ندشن اليوم حدثا استثنائيا في تاريخ الصحافة والإعلام العماني، والذي بالتأكيد سيضيف الكثير في مراحل لاحقة لسلطنة عمان، رصيدا مهما للصحفيين والإعلاميين الذين يكرمهم العالم اليوم بالحضور على هذه الأرض ليلتم شمل الأسرة الصحفية الدولية في اجتماعات الاتحاد الدولي للصحفيين “الكونجرس” الـ”31″، بدءا من اليوم ولأربعة أيام.

هذا الحدث ليس لتحقيق مكاسب آنية بأن تتجمع الأسرة الدولية فيه قرابة 6 أيام، بل ليؤسس علاقة أكثر انفتاحا لسلطنة عمان لما بعد هذا الكونجرس، الذي ستكون له آثار واضحة تستطيع أن تمدنا بآلية التواصل مع هذا العالم الذي نحتاجه صحفيا وإعلاميا أكثر من أي وقت مضى.

تواجد هذه الكوكبة من القيادات في النقابات والجمعيات والاتحادات الوطنية الصحفية في العالم بعدد 350 من هذه القيادات له الكثير من الوقع والأثر وله العديد من الدلالات التي تؤكد على أن الصحافة العمانية بتاريخها تحتاج إلى هذه اللفتة العالمية التي التقطتها جمعية الصحفيين العمانية في حدث يعبر عن ذلك الدعم الدولي، لمسيرة الصحافة العمانية المتوازنة صاحبة الرسالة التي أسهمت في تنوير المنطقة منذ أكثر من قرن بدءا بمجلة “النجاح” التي أنارت الوعي في 2 نوفمبر 1911 ثم “الفلق” و “السراج”، واستمرارا بما نحن فيه اليوم.

هذا المؤتمر الذي تم الاشتغال التحضيري عليه منذ 2016 حتى تم اعتماده باستضافة مسقط له، وأسهمت جهود جميع القطاعات في الدفع به كدلالة قاطعة أنه الأهم وفي مقدمتها اهتمامات القيادة بإنجاحه، وليس أي نجاح بل نجاحا يترك أثرا يساهم في مسيرة هذه المنظمة الدولية التي لها اعتبارها ووزنها لدى الأمم المتحدة..

ومكاسب هذا الحدث ستمتد إلى عقود كونه من الأحداث النادرة التي تسند إلى إحدى دول المنطقة، والتي تلاحق بعض أقطارها تصنيفات التضييق على الحريات الصحفية وملاحقة الصحفيين وإغلاق المؤسسات الصحفية ومصادرة الفكر والرأي وعدم قبول النقد بأي أشكاله كما ذكرت تلك التصنيفات.

لكن وجوده في مسقط يثبت العكس، ويدحض العديد من النظريات القاصرة ويؤكد أن المساحات أمام الجميع مفتوحة ضمن المؤطر لها دون تضييق على أحد ودون مصادرة لفكرة، شريطة أن يكون ذلك الرأي ناقدا بناء، لا معولاً هداماً يثير الفتنة بين طبقات المجتمع ويدعو إلى عدم انسجام أبنائه ويفرق بين مكوناته.

هذه المعاير يدحضها هذا الجمع من أبناء الكوكب على أرض عمان السلام والوئام أرض التلاقي بين المتضادات، ويؤكد أيضاً أن نجاح هذا الجمع هو نجاح للعرب في استضافة بهذا الحجم الذي يشكل علامة فارقة في مسيرة وتاريخ الاتحاد الدولي للصحفيين الذي يكمل مئويته بهذا الاجتماع الحادي والثلاثين.

المكاسب مقدرة وكبيرة ولعل أبرزها التأكيد على مصداقية نهج الخطاب العماني وقدرة أبناء عمان ممثلة في جمعية الصحفيين العمانية على استقطاب حدث مهم للغاية كهذا وإقناع العالم أن مسقط قادرة على مواكبة الحدث.

ومن محاسن هذا المكسب أنه يمثل ردا على بعض التصنيفات التي تفتقر إلى المعايير المهنية الأخلاقية، وأنه يدعم الصحفيين والإعلاميين في عمان ويتيح لهم فرصة هذا اللقاء بالأشقاء والأصدقاء الذين بالتأكيد سيرتبطون معهم بعلاقات ممتدة تخدم عمان أولاً، والمكسب الأعظم تلك الثقة الكبيرة بين قيادة هذا الوطن وأبنائها من الصحفيين والإعلاميين الذين يمثلون حجر الزاوية في التنمية ويُراهَن عليهم في استمرار نهج الاعتدال والطرح والنقد البناء الذي يخدم الدولة والمواطن معا.

شاهد أيضاً

فورسترلينج تتوج ببطولة أرامكو لفرق السيدات للجولف

خاص – صفوان الهندي اختتمت في تامبا بولاية فلوريدا الأمريكية سلسلة فرق أرامكو للسيدات للجولف …