الجمعة ,29 مارس 2024 - 5:59 مساءً
الرئيسية / صفحات الرياضة / النصيري يرتقي عاليا ليكتب ملحمة الهدف الأغلى..ويوحد العرب

النصيري يرتقي عاليا ليكتب ملحمة الهدف الأغلى..ويوحد العرب

 

بسام جميدة

عندما تقبض على الحلم وتخبئه بين أضلعك سيكبر إلى أن تشتد جناحيه ليحلق عاليا ويتحقق الهدف، ستحطم كل الحواجز  لتكتبه بأحرف من ذهب.

لم يكن يعلم يوسف نصيري إلى أي ارتفاع من الممكن أن يقفز، ولو فكر بذلك من قبل ربما لم نكن لنراه مع جوقة المغاربة ينافسون كبار كرة القدم بعقولهم قبل أرجلهم، في المونديال القطري، ولربما رأيناه بطلا من أبطال العاب القوى في الوثب العالي مثلا.

نصيري الذي ارتقى عاليا وفرد يداه وكأنه يرفرف بجناحيه ليحلق أكثر، سبح في الهواء بحركة إنسيابية من اليدين، وقفز كما لم يفعل من قبل حتى وصل الى ارتفاع 2.78 سم متفوقا على قفزات الدون كريستيانو رونالدو، عندما دفع الأرض برجليه ليسجل هدف الحلم العربي برأسية عانقت شباك  البرتغالي ديوجو كوستا في الدقيقة 43 من مباراة ربع النهائي، مما دفع رونالدو الذي كان جالسا حزينا يراقب المشهد من دكة الاحتياط إلى أن يطلق صافرة التعجب، وكذلك فعل كل من في الملعب.

أي قوة كان يحمل هذا الرجل بداخله، وأي حلم دفعه لهذه المغامرة التي لم يحسب عواقبها، بل كان همه واهتمامه أن يستقبل كرة زميله أفضل استقبال، ويدون لحظة فرح فارقة في تاريخ الكرة العربية والأفريقية على حد سواء.

مالذي فعله يوسف نصيري في هذه اللحظة، لقد منح رفاقه جرعة من الثبات على الصمود أكثر والاندفاع أكثر، ليلعبوا بصلابة أكثر حتى النهاية.

لم يكن يدرك أنه بهذا الهدف والارتقاء الأسطوري سيغير خارطة العالم الكروية، فقد فاز منتخب بلاده بهذا الهدف، وصعد لمنصة الأربعة الكبار، وتبدأ من هنا رحلة جديدة مع بداية حلم جديد.

النصيري بهذا الهدف الجميل أصبح الهداف التاريخي لأسود الأطلس في كأس العالم، بتسجيله هدفه الثاني في المونديال الحالي، والثالث في تاريخ مشاركاته بالبطولة العالمية.

جوقة المغاربة كان يديرها قائد أوركسترا قدير أسمه وليد الركراكي الذي لم يمض على استلامه المهام الصعبة في كتيبة الأشاوس سوى أشهر قليلة، لكنه عندما قبل المهمة كان قد قرأ مفردات المنتخب  الذي لعب فيه من قبل مباريات كثيرة ويعرف مدى عزيمة محاربيه.

الركراكي هو الأخر قدم للعالم دروسا كروية في التكتيك واللعب مالم يقدمه عتاولة التدريب الذين كانوا معه في هذا المونديال، ولعب بواقعية، وفي كل مباراة كان يفصل لها الرداء الفني المناسب، ولم يأبه للنقد الذي طاله عقب مباراته مع إسبانيا عندما لجأ لأسلوب دفاعي “مقيت” في عالم كرة القدم “كما يطلقون عليه” وبه هزم الماتادور الإسباني الذي عجز عن الاختراق حتى في الوقت الإضافي للمباراة التي طالت بدقائقها وثوانيها.

ويبقى للحلم العربي الذي جسده المغاربة قصة أخرى دونها بمهارة سردية عالية، السد العالي الحارس ياسين بونو الذي جسد مقولة أن الحارس نصف الفريق، وزاد عليها أنه كل الفريق أحيانا، وله حكايا أخرى تستحق السرد بتفاصيل أكثر.

شاهد أيضاً

فورسترلينج تتوج ببطولة أرامكو لفرق السيدات للجولف

خاص – صفوان الهندي اختتمت في تامبا بولاية فلوريدا الأمريكية سلسلة فرق أرامكو للسيدات للجولف …