الخميس ,2 مايو 2024 - 12:36 صباحًا
الرئيسية / كُتاب صفحات / وطن كالخلد

وطن كالخلد

سالم بن حمد الجهوري –
salim680@hotmail.com –

للأوطان قيمة لايدركها الا من فقدها ، ومن عانى البعد منها ، ومن تغرب عنها ، فالأوطان لاتقدر بقيمة ولاتوزن بالذهب ولايساويها في حب أبنائها شيء سوى حب القربى وتفوقت مرات عليها ، لأننا نضحي بهم من أجلها وندفع من دمائنا ثمنا لحبها ، ثمنا لنحافظ عليها لتبقى تظللنا بسمائها ونورها وشمسها وبحرها وصحاريها وفيفافيها .

فالوطن جنة لايعرفها الا من فقد وطنه وأبعد عنه قسرا ، فهو الحلم وهو المأوى ، وهو الدين الذي علينا أن نرده ، دين لايدركه الا من تنعم بخيراته وأمانه .

في السبعين سنة الأولى من القرن الماضي عاش العمانيون في أصقاع الدنيا عندما كان العالم ينهض في حركته العصرية التي عرفت بعصر النهضة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحديدا ، حيث تنقلوا من دولة الى أخرى ، طلبا للعلم والعمل والأمن في بعض الأحيان ، هاجروا الى أصقاع الدنيا ومنهم من اندمج في مجتمعات متعددة فقدا للأمل في حياة كريمة تتجلى أمنا واستقرارا وازدهارا .
لكن دورة الحياة لاتبقى ساكنة وتقلبات الدهر لا تستمر ، تتغير بين الفينة والآخرى ، فليس من المنصف ان تجور الحياة والظروف على وطن ، كان له اسهاماته في الحضارة العالمية ، بل علم العالم الكثير من تجاربة في علوم الأدب والبحر والفلك والسياسة والعسكرية وتجارب الحكم .
فبعد السنين المرة هيأت الظروف حالة جديدة ، اراد الله أن ينعم بها على أبناء هذا البلد بعهد جديد، فكان فجر الثالث والعشرين من يوليو موعدا مشرقا للعمانيين ليعوضهم الله كل سنوات المعاناة والتخلف عن ركب العالم ، وليجعلهم أمام اشراقة جديدة ، يستأنفون فيها دورهم في ازدهار الحضارة الانسانية .
لقد أمد الله عمان بقائد ملهم وضع نصب عينيه المواطن بكل تفاصيله وهمومه ومعاناته ، المواطن الذي رأى فيه أنه محور التنمية ، وانهم يمثلون بناء الوطن الشامل بكل تفاصيله ، وأنجز وعدا طيلة الأربعة عقود ونيف ، ولازال ينجز وعده .
وبين عام السبعين وعامنا هذا مرت سنوات من الجهد والعناء ومن الانجازات التي تقاطرت بين عام وآخر ، ولم تكن التجربة سهلة وميسرة بل نحتا في الصخر ، كما ننحت شق الطرق في جبالنا الراسية ، ولا يقدر ما أنجز الا من عاش سنواتها بحلوها ومرها التي معها كبرت عمان وأبناؤها في نظر العالم .

اليوم نحتفل بهذه المناسبة الجليلة التي غيرت بوصلة عمان من الظلام الى النور ، ومن التخلف الى الازدهار ، علينا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لباني هذه النهضة وما بذله في أيام وليالي العقود الماضية ، وللجنود الذي حملوا أرواحهم على أكفهم في وقت عصيب للغاية ، كان بين نجاح عمان وفشلها كدولة خيط رفيع ، ضحوا بأرواحهم لكي ننعم اليوم بالحياة الكريمة والأمن والاستقرار لنا ولأجيالنا القادمة، فألف رحمة على ابطالنا الأشاوس من العسكريين والمدنيين .

شاهد أيضاً

الأمريكي جون كاتلين يتوج بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف

متابعة صفوان الهندي توج الأمريكي جون كاتلين بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف والمقدمة من صندوق …