صفحات
خالد جمعة
لايبدو أن النقد الأدبي تحديدا أخذ ذاك التجرد المطلوب المستند إلى رؤية واقعية تحلل النص وتفنده وتفرز الغث من السمين .
ولعل النقد الذي يتناول تلك النصوص سواء أكانت شعرية أم أدبية إنما هو نقد تجميلي يبتعد فيه دارس النص عن تحليل النص الموما إليه عن أي إسفاف بأي عنصر من عناصره وهو بذاك يكون قد ابتعد عن المهاترات والسجالات التي تفرزها إن هو تناوله برؤية موضوعية تكشف مواطن الجمال والضعف فيه .
ربما يكون هناك نقد حقيقي في مجال الإعلام وهذا نجده يتجلى بصيغ بسيطة في مجالي الدراما والسينما وهو على ندرة وأيضا في المجال الرياضي إنما يبقى ذا حيز بسيط ليس لديه مساحة يطلق العنان للنقد ليثبت قدرته .
وفي حديثنا عن النقد الأدبي فهو مازال في مجمله نحو العرض الايجابي فقط ولايرقى لأن يكون نقدا أدبيا أو توصيفياً أو حتى انطباعياً .
فالكل يدور في ملامسة الناحية الايجابية حتى وإن كان النص رديئاً لايحتمل أي ثناء .
وبين هذا وذاك لمعت في أروقة الكتابة الأدبية أسماء جعلت من أقلامها كتابا ومحللين يشيرون بالبنان لذا وتلك دون أن يتكبدوا عناء التحليل والتوصيف الدقيقين لبنية النص وكشف مواطن الخلل فيها .
بعضهم يذهب في القول أنها مجرد قراءات انطباعية أو وصفية . وهي أيضاً رؤية خاطئة لأنها تلجئ إلى التبرير . فهي لم ترقَ تلك النصوص إلى حتى الانطباعية فغنى الكاتب المعرفي تتحسس مواطن الجمال والضعف في النص وأن كانت توصيفية فهذه إشكالية بحد ذاتها فالتوصيف يعتمد على تفنيد النص من ألفه إلى باءه بكل مافيه .
إذاً … مازلنا نعاني من إشكالية النقد الموضوعي للنصوص الأدبية بمختلف أنواعها فمكتبتنا اتخمت بالكتب الرديئة وأصبح لابد من نقد موضوعي يضع تلك الكتب وما تتضمنه من نصوص في رحى النقد لتفرز الجيد من الرديء .
وان كنت أميل إلى الكم لنصل إلى النوع فما وصلنا من الأدب من سلفنا جاء الجيد منه لأنه الأقدر على الثبات والاستمرار . فالمتنبي مثلا ومعاصريه حفل عصرهم بآلاف الشعراء لكن الزمن عمل على تنقية الجيد ليصل إلينا بالمستوى الذي نفخر به .
