الخميس ,9 مايو 2024 - 6:52 صباحًا
الرئيسية / كُتاب صفحات / وطن كالخلد

وطن كالخلد

سالم بن حمد الجهوري –
salim680@hotmail.com –

للأوطان قيمة لايدركها الا من فقدها ، ومن عانى البعد منها ، ومن تغرب عنها ، فالأوطان لاتقدر بقيمة ولاتوزن بالذهب ولايساويها في حب أبنائها شيء سوى حب القربى وتفوقت مرات عليها ، لأننا نضحي بهم من أجلها وندفع من دمائنا ثمنا لحبها ، ثمنا لنحافظ عليها لتبقى تظللنا بسمائها ونورها وشمسها وبحرها وصحاريها وفيفافيها .

فالوطن جنة لايعرفها الا من فقد وطنه وأبعد عنه قسرا ، فهو الحلم وهو المأوى ، وهو الدين الذي علينا أن نرده ، دين لايدركه الا من تنعم بخيراته وأمانه .

في السبعين سنة الأولى من القرن الماضي عاش العمانيون في أصقاع الدنيا عندما كان العالم ينهض في حركته العصرية التي عرفت بعصر النهضة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحديدا ، حيث تنقلوا من دولة الى أخرى ، طلبا للعلم والعمل والأمن في بعض الأحيان ، هاجروا الى أصقاع الدنيا ومنهم من اندمج في مجتمعات متعددة فقدا للأمل في حياة كريمة تتجلى أمنا واستقرارا وازدهارا .
لكن دورة الحياة لاتبقى ساكنة وتقلبات الدهر لا تستمر ، تتغير بين الفينة والآخرى ، فليس من المنصف ان تجور الحياة والظروف على وطن ، كان له اسهاماته في الحضارة العالمية ، بل علم العالم الكثير من تجاربة في علوم الأدب والبحر والفلك والسياسة والعسكرية وتجارب الحكم .
فبعد السنين المرة هيأت الظروف حالة جديدة ، اراد الله أن ينعم بها على أبناء هذا البلد بعهد جديد، فكان فجر الثالث والعشرين من يوليو موعدا مشرقا للعمانيين ليعوضهم الله كل سنوات المعاناة والتخلف عن ركب العالم ، وليجعلهم أمام اشراقة جديدة ، يستأنفون فيها دورهم في ازدهار الحضارة الانسانية .
لقد أمد الله عمان بقائد ملهم وضع نصب عينيه المواطن بكل تفاصيله وهمومه ومعاناته ، المواطن الذي رأى فيه أنه محور التنمية ، وانهم يمثلون بناء الوطن الشامل بكل تفاصيله ، وأنجز وعدا طيلة الأربعة عقود ونيف ، ولازال ينجز وعده .
وبين عام السبعين وعامنا هذا مرت سنوات من الجهد والعناء ومن الانجازات التي تقاطرت بين عام وآخر ، ولم تكن التجربة سهلة وميسرة بل نحتا في الصخر ، كما ننحت شق الطرق في جبالنا الراسية ، ولا يقدر ما أنجز الا من عاش سنواتها بحلوها ومرها التي معها كبرت عمان وأبناؤها في نظر العالم .

اليوم نحتفل بهذه المناسبة الجليلة التي غيرت بوصلة عمان من الظلام الى النور ، ومن التخلف الى الازدهار ، علينا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لباني هذه النهضة وما بذله في أيام وليالي العقود الماضية ، وللجنود الذي حملوا أرواحهم على أكفهم في وقت عصيب للغاية ، كان بين نجاح عمان وفشلها كدولة خيط رفيع ، ضحوا بأرواحهم لكي ننعم اليوم بالحياة الكريمة والأمن والاستقرار لنا ولأجيالنا القادمة، فألف رحمة على ابطالنا الأشاوس من العسكريين والمدنيين .

شاهد أيضاً

الجمعة.. انطلاق الموسم الافتتاحي من بطولة رابطة المقاتلين المحترفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرياض

تعرض مباشرة على قناة MBC أكشن ومنصة شاهد أعلنت رابطة المقاتلين المحترفين (PFL)، الدوري الرياضي …