السبت ,4 مايو 2024 - 6:13 مساءً
الرئيسية / كُتاب صفحات / أمة تنير.. وأمة تحترق..!

أمة تنير.. وأمة تحترق..!

سالم بن حمد  الجهوري –
salim680@hotmail.com –

_______________________________________________
لا أعرف لماذا يقفز اسم الصين أمامي دائما  كلما حدثت فاجعة في العالم سببها العرب والمسلمون، ولا أعرف لماذا هذه الدولة بالذات بثقلها السكاني والحضاري، كلما قتل مسلم مسلماً آخر أو مسلمين آخرين، أكانوا عرباً أو عجماً.
دولة تقارب المليار ونصف المليار نسمة ينتشر سكانها في أقصى شرق شمال الكرة الأرضية، ويمتد عرقهم إلى مجموعة من الدويلات التي تتناثر على حدودها، اقصد الصين «طبعا»، ناهيك عن تلك الدول (المتصينة) وبها عدد لا يعرف من اللغات واللهجات والأديان والعقائد ولم نر فيها أو في الهند التي تشاطرها في عدد المليار من السكان أي بغضاء بين شعوبها منذ أن جئنا إلى هذه الدنيا، واعتقد أن أباءنا وأجدادنا كذلك لم يسمعوا عن تناحر وتأزم وقتل وغدر وتنكيل وتعذيب وقطع رؤوس وهدم دور العبادة واغتصاب وخطف وهتك لعرض وقتل لأطفال.
لم نسمع في تاريخنا ولا في كتب التاريخ الراصدة لأحوال هذه الدولة  المليارية، أي من ذلك.
كل يعيش في أمان ، أكان في المدينة أو القرية أو الريف، وكل يعمل لقوت يومه وبناء ذاته ودولته وتطوير مجتمعه، حتى غدت الصين والهند من الدول ذات الثقل الاقتصادي في العالم وتخشى الدول الكبرى من معدلات النمو فيهما.
ولأن الناس هناك تعمل في صمت دون جعجعة، و بإخلاص دون غش، وبضمير دون مواراة، فإن تلك المبادئ طورت من ذلك الاقتصاد الذي كان ذو قالب (اشتراكي) إلى اقتصاد (رأسمالي) مع بقاء شعارات الاشتراكية قائمة ، حيث المزج بين العقيدة والمصالح.
واستطاعت الصين بالذات أن تنتج كل شيء من الإبرة إلى خط إنتاج طائرات البوينج، ومن المنتجات التقليدية إلى الأصلية، وكل بثمنه.
وانشغلت الناس بهاجس الطفرة الاقتصادية، وامتلأت شوارع بكين والمدن الرئيسية بالسيارات الفارهة وظهر العشرات من المليارديرات وأصحاب الملايين ونافسوا أثرياء العالم كل ذلك في غضون اقل من 20 عاما ، وهذا جاء بعد نجاح تجربة هونج كونج التي كانت في أحضان الغرب حتى تسعينات القرن الماضي، وعادت إلى الأم الصين لكنها لم تندمج كليا وأبقت الباب موارباً مع الرأسمالية.
وهكذا تسير الهند على نفس الخطى لكنها الأكثر تعقيداً من حيث اللغات بين سكانها ودياناتها ويكاد لا يعرف الهنود في بعض الحكومات المحلية لغات بعضهم بعضاً ويلجأون إلى اللغتين الانجليزية والأوردية للتفاهم فيما بينهم، ولم يحدث بينهم ما يحدث من تناحر بين العرب والمسلمين الذين أوصلوا حال الأمة إلى ارذل المستويات وفتحوا بتنظيماتهم المتشددة، واجتهاداتهم السلفية أبواب سخط العالم علينا.
اليوم اصبح العربي والمسلم مطاردا ومشبوها مع سبق الإصرار والترصد في كل بقعة من العالم، فما يحدث في دول عربية وما يغذي أفكار بعض المتشددين يعد كارثة بمعنى الكلمة.
الدول العربية مجموع سكانها قرابة ٣٠٠ مليون نسمة من المحيط إلى الخليج، وضجيجهم يطم آذان العالم ، وحروبهم  ودمائهم شغلت الرأي العام العالمي، واختلافاتهم القبلية والمذهبية والاجتماعية أشعلت نيران الفتنة التي لا نعرف متى تنطفئ!. ، كل ذلك من أجل أن يثبت أحدهم ، انه على صواب وأن الآخرين على خطأ ، لا أكثر ! فدمرت الحضارة الإنسانية من حولهم ، وأعادوها إلى قرون بدايات عصر النهضة ، وبات الإنسان العربي غير آمن في بيته وفي عرضة وحياته وفي مستقبله .
دمر كل ماهو قابل للحياة ، وقبل ذلك دمر الإنسان العربي والمسلم في ذاته.

شاهد أيضاً

الأمريكي جون كاتلين يتوج بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف

متابعة صفوان الهندي توج الأمريكي جون كاتلين بلقب بطولة السعودية المفتوحة للجولف والمقدمة من صندوق …