صفحات
اللاذقية – فاديا بركات
__________________________________________________________
لحروفه صوت موسيقا المطر، ولقصائده رائحة الياسمين، معه عشنا لوعة الانتظار ويممناها بنشوة اللقاء، ووصلنا معه إلى أقصى حدود الحب وركبنا حصان الدهشة الشاعر “أيمن أسعد” في حواره مع مجلة صفحات يجيب بلغته الشعرية: – متى دخلت عالم الشعر، وبمن تأثرت؟ برزت منذ الطفولة ملامح موهبتي الشعرية، حيث كنت قارئا نهما للجرائد والمجلات والكتب والروايات وبتلك القراءات والثقافة كونت مخزونا كبيرا تجلى بوفرة الأفكار والصور وموسيقاها في قصائدي، فالقصيدة تأتيني كفكرة أعتقها إلى أن تصبح غيمة وتهطل على الورق بأجمل صورة. في البدايات كنت أقرأ للمتنبي وأعجبت بالإيقاع الموسيقي في قصائده، وأحببت الشعر العمودي وحاولت الكتابة به مبكرا رغم أنه من أصعب أنواع الكتابة الشعرية، كما تأثرت بشكل لافت بالشاعر “نزار قباني”. – هل من الضروري أن يكون الشاعر ملامسا للواقع الذي يعيشه؟ على الرغم من أن الشعر يعتمد على الخيال إلا أنه مطالب دائما بعدم الانفصال عن الواقع بمعنى أنه لابد للشعر من البحث عن وسائل جديدة تواكب المتغيرات التي تحدث في المجتمع باستمرار. – من أين تستقي كلماتك؟ كلماتي مستقاة من خيال أزعم أنه خصب يرسم الحياة بكل تفاصيلها الجميلة ويستبعد التفاصيل التي نمقتها كأناس لم يروا في حياتهم الواقعية إلا القبح تعبيرا عما يجب أن يكون وليس عما هو كائن. – ما هو الشعر بالنسبة لك؟ الشعر هو خبز يومي وهو الكتابة عن كل شيء جميل لأن الشاعر يبحث عن نفسه في عيون الآخرين، فيكتب عن المرأة والوطن والطبيعة والأم والحبيبة حتى عندما يكتب عن الحزن فهو يكتب عن حالة شعورية راقية، وليس صحيحا أن الحزن يترافق دائما مع الألم، فقد يكون الحزن مرآة للفرح كما هو مرآة للألم وإلا كيف نفسر بكاء شخص ما وهو في قمة الفرح. – حضرت المرأة في قصائدك فمن هي المرأة في لغتك الشعرية؟ هي ومضة خاطفة في حلم جميل معجونة برحيق الورد وضوء القمر، هي المطر الذي يسقي شجر الروح والزبد الذي يروي حكاية البحر، وهي اللغة التي تتقنها العصافير والشغف الذي تصنعه رائحة العطر، وهي ضحكة شاطئ لعودة مركب متعب وبنفسجة تعربش فوق حيطان القلب فيخضر العمر ويزهر. – على مرمى حنين هي مجموعتك الشعرية الأولى ماذا تخبرنا عنها؟ مجموعة من القصائد الشعرية كتبت فيها التفعيلة والنثر، فيها العاطفي والوجداني، فيها قصائد تجاوز عمرها ربع قرن، لقد كتبت الوطن وكتبت “دمشق” و “اللاذقية” وضيعتي و…، وهي صادرة عن مؤسسة سوريانا للإعلام. – هل شاركت بأمسيات ومهرجانات وما شابه؟ ربما طبيعة عملي منعتني من المتابعة ومواكبة الأمسيات والمهرجانات، فليس لي أي مشاركة، ولكن كان لوسائل التواصل الاجتماعي دورا في انتشار قصائدي والتواصل مع مهتمين بالشعر والنقد وحاليا مجموعتي الثانية قيد التحضير. من مجموعته “على مرمى حنين” قصيدة وجهك شاطئ اليقين وأجيءُ مِنْ قَلَقِ المسافاتِ البعيدهْ من شرفةِ الغيبِ السحيق ِ ومن فضاءاتِ الحنينْ .. جسَدي المدى وقوافلُ الغيمِ الهَطولِ طريقيَ المرسومُ في سفري إلى عينيكِ و الوطن الأمينْ .. أسْرَجْتُ كلّ خيوليَ البيضاءَ كل قصائدي .. والحلمُ يَحْمِلنا معاً متأرجِحا ذاتَ الشمالِ بنا وذاتَ الياسمينْ .. جَسَدي المدى وأنا الرحيلُ إليكِ أطوي غربتي ومراكبي تمضي ووجهك شاطئُ اليقينْ ….
