الأربعاء ,8 مايو 2024 - 7:44 مساءً
الرئيسية / حوار في صفحات / الفنان أسامة الروماني: لم أفقد شغف التمثيل ولا تزال تتملكني الرهبة أمام أي عمل جديدالفنان

الفنان أسامة الروماني: لم أفقد شغف التمثيل ولا تزال تتملكني الرهبة أمام أي عمل جديدالفنان

عاش في الكويت 42 عاما ولم يمثل فيها !
  • الدراما الخليجية تسير بخطى واثقة نحو المعاصرة وطرح القضايا المهمة
  • بعد “افتح يا سمسم” كل الأبواب أصبحت مفتوحة
  • الفنان يجب ألا يتقاعد.. وقررت المتابعة للنهاية

عندما وقف على مسرح الشوك مع كبار الفنانين السوريين حينذاك، أمثال دريد لحام، ونهاد قلعي، وعمر حجو وآخرون، استطاع أن يلفت النظر إليه وبقوة من خلال “ضيعة تشرين” وزاد من ألقه دوره المميز في مسرحية “غربة”. ليست هذا فقط فمسيرة الفنان أسامة الروماني الفنية الذي سار على خطى شقيقه الأكبر المرحوم هاني الروماني، وقدم لنا أعمالًا مهمةً جدًا قبل أن يغادر الوطن إلى الكويت لمتابعة عمله هناك. لم يكن التمثيل مهنته الوحيدة، بل عمل مخرجًا وكاتبًا وبرلمانيًا، وفي كل مكان تواجد فيه ترك بصمته، وعندما قاده الحنين لبلده، فوجئ بهذا الكم الهائل من المحبة التي طوقته، بل ونزل فورًا للميدان الذي يعشق السباق فيه، حيث كسب القلوب قبل أن يكسب الرهان. “عُمان” حاورت الروماني الذي كانت إجاباته دافقة كما روحه التي تنبع حبًا..

*غياب أكثر من أربعة عقود عن الأعمال الفنية لماذا، وماذا فعلت فيها، وكيف ولماذا عدت..؟

غيابي لمدة 42 عامًا لم أنقطع خلالها عن المجال الإعلامي، انقطعت عن التمثيل فقط، وكنت في داخل مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، هذه السنون كنت أعمل في مجال إعداد البرامج ووضع التصورات لبرامج توعوية وإرشادية وتنويرية وأفلام وثائقية وبرامج شبه درامية وأحيانا مسلسلات درامية.

الابتعاد لم يكن في أجندتي منذ البداية، ولكن عندما ذهبت للعمل في برنامج “أفتح يا سمسم” عام 1974 لم أكن أتوقع أن أستمر كل هذه السنوات، ولكن إدارة المؤسسة رغبت في تجديد التعاقد معي لبرامج أخرى وكانت بالنسبة لي نوع من التجديد الإعلامي في الوسط الفني والثقافي ووجدتها فرصة لإثبات الوجود بعيدًا عن التمثيل والإخراج مما أبعدني عن التمثيل كل تلك الفترة الطويلة.

أما كيف عدت فأنا أدين لشيئين، أولًا: لإيمان المخرج والشركة المنتجة لمسلسل على “قيد الحب” لمنحي هذه الفرصة في الدور، وثانيًا: للحظ؛ لأن أول عمل عدت من خلاله كان مميزًا، ويلفت النظر، ويحوي الكثير مما أحب أن أحترمه في الفن. عمومًا كانت تجربةً ناجحةً، وسعيد بها وأفتخر إنني عدت لبلدي سوريا وللدراما.

سعادتي بهذه العودة تساوي فرحتي بردات الفعل التي لاحظتها على وجوه المحبين، وأتمنى أن تكون الخيارات القادمة إن كانت موجودة بنفس الزخم والطموح الذي أنشده.

  • عدت من خلال مسلسل “على قيد الحب” هل ما زلت على قيد ذلك الشغف الذي كنت عليه أيام زمان في الفن؟

شغفي لا ينتهي، وإذا كنت تحب شيئًا، وتمارسه بحب، وإخلاص، ورغبة في تطوير ذاتك فإنَّ هذا العمل لن يذهب هباءً منثورًا، راقبت نفسي خلال هذه الأعمال، ووجدت أنني لا أزال أملك هذا الشغف، وأتمنى أن أستطيع نقله إلى أعمالي، وللناس الذين يشاهدونه. الشغف بالنسبة لي مثل الذي لدى المخرج والرسام والموسيقي والمؤلف الذي يحمله دائما ليشحن أدواته ومهاراته ويقدم الشيء الذي يحبه حيث يتناسب نجاحه طردا مع ذاك الشغف.

  • هل ساورتك الرهبة، كيف كان شعورك.. بماذا تسلحت لتظهر في الميدان من جديد؟

طبعا بالنسبة للفنان الذي يهمه أن يكون عمله مناسبًا ومميزًا ستكون هناك رهبة، ولا تزال تتملكني الرهبة أمام أي عمل جديد؛ كي تكون جديرًا بتقديم هذا العمل، طبعًا هذا لا ترافقه مشاعر بل يحتاج إلى جهد في التدريب، والتحضير، وفي توقع واستكشاف ما يمكن أن يكون عليه هذا العمل من خلال ما تقدمه أنت من جهود لتحسين أدائك فيه، الرهبة موجودة ولكن لا تتوقف عند مجرد، كيف أقدم هذا العمل بما أملكه، بل في تحسين قدراتي دائمًا لتقديم العمل كما يجب أن يقدم.

الرهبة ضرورية، وهي تصاحب نجاح أي عمل يُقدم عليه الإنسان، الاستسهال سهل، ولكن لا يجب أن يكون هو سبيلنا لتقديم عملنا فيما بعد بالشكل الذي يصبح فيه كأنه روتين مكرر.

  • لم تكن فقط “على قيد الحب” بل سجلت حضورًا لافتًا منذ عودتك في أكثر من عمل، أين تواجدت..؟

جميل جدًا هذا اللعب على الكلمات، طبعًا تواجدت في أكثر من عمل، حيث شاركت في مسلسل “كسر عظم” و”وثيقة شرف” و”حوازيق” والآن أشارك مع المخرج الشاب مجيد الخطيب في عشارية أسمها “الشرف بدور مميز.

كانت الفرحة بالعودة نابعة من هذا الدفء الذي لمسته من الجمهور مما منحني شعورًا بأنني إذا أحضرت أدواتي، وشحذت همتي لتقديم عمل فني بشكل مشرف لأسمي ومسيرتي بالتأكيد سألاقي استقبالًا حميميًا لدى الناس التي حفظت أسمي على مدى 42 عامًا، وكنت أسعى لأن أكون عند حسن ظنهم بي، وهذا ما دفعني للأقبال أكثر على العودة بكل هذا الحب والرصيد.

  • كونك عملت في الكويت مديرًا لمشروع تربية وتوعية وتأهيل الأطفال، وهو مشروع فني موجه للأطفال، سؤالي هل، يأخذ أطفالنا حقهم في برامج وأعمال فنية نوعية تسهم في تطويرهم وصقل مواهبهم وشخصياتهم بعيدًا عن المستورد الذي يعتبر ملهاة ومفسدة للعقول.. وماذا أنجزتم في هذا المجال؟

كما قلت لك ذهبت للعمل في برنامج “افتح يا سمسم” وهو أول برنامج يتناول الأطفال بشكل جدي، وليس كمجرد أدوات قليلة القيمة في المجتمع، كان يتوجه لهم بنظرة واعية جدًا، وحاول أن يتقدم إليهم بمجموعة من القيم والمعرفة والمعلومات والتجارب الحياتية التي تسعدهم على إشباع فضولهم تجاه العديد من الأسئلة التي يفكرون فيها بما حولهم.

الطفل جزيرة من الدهشة محاطة ببحور من التساؤلات التي لا تنتهي، وهذا البرنامج حاول أن يجيب على هذه التساؤلات، وأن يقدم لهم المعرفة بشكل حميمي، وليس على طريقة المنهاج التربوي في المدارس، حيث يجعلهم يتفاعلون معه بتفكيك عناصر المعلومة وتحليلها بشكل علمي، ومن ضمن أهدافه طرح طريقة التفكير العلمي لدى الأطفال منذ الصغر، وهذا سيؤثر على تركيبتهم النفسية والعلمية في المستقبل وسيكونون قادرين أكثر على تفهم وتطوير مجتمعاتهم.

ليست كل البرامج المستوردة هدامة، هناك الكثير من المعلومات التي تقدم من خلالها وترعاها مؤسسات محترمة لديها أهداف تربوية تسهم في تعليم الطفل على أسس صحيحة، ومن الممكن الاستفادة منها، وببساطة يمكن التمييز بينها وبين البرامج الهدامة وغير المفيدة التي تسيء لعقول أطفالنا.

  • وجودك في الخليج كل تلك السنوات الطويلة، كيف تابعت الدراما الخليجية، وهل باتت توازي باقي الدراما العربية وتنافسها…؟

منذ الثمانينات لاحظنا جميعًا أن الدراما الخليجية بدأت تأخذ حيزًا في أجندة المشاهد العربي، وهذا ليس بغريب لو دققت في الأمر؛ لأنهم خلال تلك الفترة كانوا يرسلون كوادرهم للدراسة في الخارج واجتهدوا لإنشاء كوادرهم الخاصة، وبدأت مرحلة التطوير مثلها مثل بقية الدراما العربية، الدراما الخليجية كما تابعتها منذ الثمانينيات تبوأت مركزًا مهمًا في المحطات الفضائية نتيجة لتلك الخطوات النهضوية، قد تلاحظ أنه ما كان يشغل بال المتفرج الخليجي في البدايات ميله للدراما الكوميدية أو دراما مغرقة بالتراث الشعبي الخليجي، قد تعدت ذلك، وها هي اليوم تتقدم خطوات واسعة، وقدمت موضوعات تهم الشباب والمواطن الخليجي بشكل عام، وتناولت مختلف القضايا الاقتصادية، والأسرية، وتحاول أن تسهم بالتوازي مع الخطط الحكومية في تنوير المجتمعات لمكمن المشاكل، وكيفية مواجهتها، وإيجاد الحلول لها.

الدراما الخليجية تسير بخطى واثقة نحو المعاصرة، وعلى أسس مدروسة ولا تحيد أصالتها وبوصلتها من أجل توجيه القائمين على الدراما نحو المسار الصحيح.

  • لماذا لم تعمل هناك خلال وجودك، وتظهر بأعمال فنية خلال وجودك في الكويت، هل السبب منك أم من شركات الإنتاج..؟

بصراحة لم تكن ظروف العمل مواتية لكي أشتغل كممثل أو مخرج بالدراما، بل كنت ضمن العمل الفني ككاتب سيناريو وأضع خططا للبرامج، وأقوم بإخراج عدد من برامج المؤسسة أو من خارجها وكنت أساهم إلى حد ما في مسيرة التنمية الفنية والثقافية إلى حد ما كفرد من أفراد هذه المجموعات الكبيرة التي ساهمت في العمل الناجح، ولم أسهم تمثيليًا ولكن أسهمت بالمهن الأخرى المحيطة بهذا الفن، ولست نادمًا لأنني لم انخرط بالتمثيل ربما لم تكون الظروف غير مؤهلة؛ لكي أتواجد في الأعمال الخليجية التي قدمت خلال الفترة التي كانت محلية جدا بحيث لم تكن مناسبة لمشاركة حتى فنانين عرب تمثيليًا بل بأعمال أخرى كثيرة كالديكور والإخراج والإضاءة وغيرها.

  • بدأت رحلة الألق مع دريد لحام وبقية الفرقة من خلال مسرحيتي (غربة) و(ضيعة تشرين)، واليوم عدت معه إنما من بوابة التلفزيون، كيف وجدت أصدقاء الماضي، ألا يوجد لديك حنين للمسرح؟

كانت فترة ذهبية في حياتي الفنية بمشاركتي المسرحية في “ضيعة تشرين وغربة” وعندما عدت كأني تركتهم بالأمس، كل أصدقاء الماضي حولي، وعلاقتي مع الفنان دريد لحام لم تنقطع، وكنت أقابله عندما أزور دمشق، ونلتقي في مناسبات فنية خارج سوريا، وهو صديق عزيز، ولكن يبقى أثر تلك الأيام الواضح في وجداننا جميعا، والحمد لله لم تؤثر هذه السنون على علاقة المحبة والصداقة بيننا، وعلى الشغف الذي يتملكنا لكي نقدم شيء موازي لما قدمناه، يجب على الإنسان أن يعرف قدراته، ويحاول أن يقدم شيئًا مشتركًا مع أصدقاء الأمس بما يناسب قدراته اليوم، في المسرح لم يعد هناك الاستطاعة على تقديم الجهد الكافي، حيث يتطلب قدرات صحية لم تعد كما كانت في السابق، ولكن الشغف لدينا جميعًا مازال قائمًا حتى الآن.

لا يمكن أنكار الجهود الكبيرة في تلك المسرحيتين لتقديم أعمال تقترب من الكمال أسهم إلى حد كبير في ترسيخ هذه الأعمال في أذهان الناس التي تستطيع أن تكتشف بكل بساطة العمل العادي عن المتميز والمتقن مما جعل الشخصيات تعيش كل تلك السنوات في أذهان الجمهور ليس سهلًا أن تبقى في مخيلة أناس يشاهدون يوميًا كمًا كبيرًا من الأعمال، وتبقى في عقولهم تلك المسرحيات، لذاك سأحاول ألا أزعزع تلك الثقة في أذهانهم وإن شاء الله نقدم شيئًا يعزز وجود تلك الأعمال.

  • كيف ترى واقع الدراما السورية وهي التي عاشت بين صعود وهبوط.. وهل كنت تتابعها.. وماذا تقول عن الوجوه الجديدة التي ظهرت على الساحة الفنية من ممثلين ومخرجين وكتاب؟

الدراما السورية رغم أنها تعرضت لنكسة خلال سنوات الأزمة الماضية إلا أنها حاولت بكل جهود الناس الموجودين ورغبتهم ألا يغيبوا عن المشاهدين الذين اعتادوا عليهم، لذلك فإن الصعود والهبوط الذي ذكرته هو عائد للظروف أكثر من عائديته للفنانين.

الدراما السورية كانت فعلًا معرضةً مثل ما أصاب سوريا كلها من وهن ووجع ولكن إصرارها على إسماع الصوت كان هو الأقوى، لذلك شاهدنا في الموسمين الماضيين وهذا الموسم بالذات عودة قوية للدراما السورية وهذا بفضل جهود وصبر العاملين فيها وتعاليهم عن كل ما يواجهونه من أزمات كون الأعمال السورية تغوص في معاناة الحياة اليومية للمواطن ومحاولة التعبير عنها وتحليل أسبابها، وبنفس الوقت تطرح بين السطور الحلول التي تساهم في خروج الناس من المآسي التي يعيشونها، وأتمنى لكل أسرة الدراما المزيد من النجاح، وبهذه الفترة طالعنا أسماء جديدة بمختلف المجالات فيها من كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين أثبتوا موجودية ومهنية عالية وأبدعوا، وينتظرهم مستقبل مشرق، ونأمل أن تكون الأسباب التي جعلت الدراما السورية يخف بريقها في السنوات السابقة أن تتلاشى لتعود تشع بالشاشات، وبقصص جديرة بالاهتمام وفيها روح الأمل القادم بأن الغد هو الأفضل وأتمنى لهم التوفيق جميعًا.

  • هل يجب أن يتقاعد الفنان بعد وصوله لسن معينة أو يفقد شيئًا من حساسيته للعمل، أو بطريقة أخرى، متى يجب أن يعتزل الفنان أو يتوقف عن العمل؟

فكرة التقاعد بالأساس جاءت لأن الشخص الذي يصل لمرحلة من العمر تخف لديه بعض المهارات، ويتعب وهي نوع من أنواع الراحة، ولكن في بعض المهن والمجالات الأخرى ليس لها علاقة بالأمور التي ذكرناها لذلك الإنسان بنفسه هو من يستطيع أن يقرر ذلك بالراحة المطلقة بالتقاعد أو ما زال قادرًا على تقديم ما يريد، ونلاحظ وجود مستشارين سياسيين واقتصاديين وفي جميع العلوم مازالوا يقومون بأعمالهم وأعمارهم فوق السبعين أو الثمانين لماذا لأنه قادر على أن يستخدم قدراته وخبراته بالعمل المطلوب منه.

بالنسبة لي بدأت أنظر إلى وضعي الحالي هل أستطيع أن أقوم بالعمل، ووجدت ألا يجب أن يكون التقاعد وظيفة دائمة، وألا أعمل شيئًا، لذلك استبعدت فكرة التقاعد من أجندتي، والآن مقبل على كتابة أفلام وثائقية وتصورات لبرامج وأشارك في لجان تحكيم لمهرجانات وأمثل، وإذا طلب مني إخراج بعض الأمور التي أنا قادر عليها وهذا سيكون متاح حسب قدراتي وما استطيع وعلى حسب كون ذهني مازال متفتحا وأطور نفسي حسبما طرأ على الإعلام والفنون بشكل عام من تقنيات وقفزات نوعية يجب أن تكون مواكبة لها لكي أكون مشاركًا فيها بفاعلية.

  • عن صحيفة عمان العمانية

شاهد أيضاً

الجمعة.. انطلاق الموسم الافتتاحي من بطولة رابطة المقاتلين المحترفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرياض

تعرض مباشرة على قناة MBC أكشن ومنصة شاهد أعلنت رابطة المقاتلين المحترفين (PFL)، الدوري الرياضي …